المرصد السوري: 60 قتيلاً بأعمال عنف في يوليو والفلتان الأمني مستمر بمناطق “الإدارة الذاتية”
المرصد السوري: 60 قتيلاً بأعمال عنف في يوليو والفلتان الأمني مستمر بمناطق “الإدارة الذاتية”
شهدت مناطق نفوذ الإدارة الذاتية في سوريا خلال شهر يوليو المنقضي جملة من الاضطرابات الأمنية التي كان لها عظيم الأثر في انتهاك حقوق المواطنين السوريين ضمن هذه المناطق، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 60 شخصاً خلال يوليو بطرق وأساليب مختلفة ضمن أعمال العنف المستمرة في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية.
الاستهدافات التركية مستمرة
وتواصلت الاستهدافات التركية على مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” والتي تتمثل باستهدافات برية حيث وثق المرصد السوري خلال شهر يوليو مقتل 3 مدنيين وسقوط جرحى من المدنيين بالقصف البري على مناطق نفوذ قسد.
بالإضافة للاستهدافات الجوية من قبل الطائرات المسيّرة التركية، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر يوليو، 4 استهدافات نفذتها طائرات مسيرة تابعة لسلاح الجو التركي على مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” لشمال وشمال شرق سوريا، تسببت بمقتل اثنين من العسكريين.
نشاط متواصل لخلايا داعش
تواصل خلايا تنظيم داعش عملياتها في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، والمتمثلة بشن هجمات مسلحة وتنفيذ اغتيالات بأشكال مختلفة كإطلاق الرصاص والقتل بأداة حادة وزرع عبوات ناسفة وألغام، حيث أحصى المرصد السوري خلال 21 عملية قامت بها خلايا تنظيم داعش ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية”، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر 6 قتلى، هم: اثنان من المدنيين، و4 من القوات العسكرية.
كذلك أحصى المرصد السوري خلال الشهر، مشاركة التحالف الدولي في 6 عمليات مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية، تمثلت بمداهمات وإنزال جوي، وأسفرت العمليات تلك عن اعتقال 16 شخص من عناصر وقيادات تنظيم داعش ومقتل 2 آخرين منهم.
فلتان أمني واقتتالات عائلية
شهدت مناطق “الإدارة الذاتية”، استمرار الاقتتالات العشائرية والعائلية بغرض الثأر وغيرها التي تندرج ضمن إطار الفوضى وانتشار السلاح بشكل عشوائي بين المدنيين، دون وجود رادع قانوني، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان 18 اقتتال، أسفر عن مقتل 11 شخص بينهم طفل، وإصابة 38 آخرين بجراح بينهم طفلة و5 سيدات.
ووثق المرصد السوري أيضاً، 19 جريمة قتل بشكل متعمد ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية”، راح ضحية تلك الجرائم 20 شخصا، هم: 13 رجلا، و4 أطفال، و3 سيدات.
مصاعب واحتجاجات
شهدت مدينتي الشحيل والبصيرة في ريف دير الزور الشرقي، حالة استياء من قبل الأهالي، بسبب استمرار “الإدارة الذاتية” بقطع التيار الكهربائي عن المنطقة، والذي يتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، مما دفع الأهالي لشراء قوالب الثلج التي ارتفعت أسعارها بسبب زيادة الطلب.
وحمل الأهالي في ريف دير الزور الشرقي، “الإدارة الذاتية” مسؤولية المصاعب التي يواجهها الأهالي، نظراً لوجود العديد من التجاوزات والتعديات على الشبكة الكهربائية التي تستدعي إزالتها، مطالبين بحل المشكلة بدلاً من قطع التيار الكهربائي عن المؤسسات الحيوية.
وطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان بتلبية المطالب الشعبية لتحسين ظروفهم المعيشية والاجتماعية، وعدم التعرض لهم فقط لأنهم نادوا بحقوقهم، كذلك فإن على دول التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية العمل بشكل أكبر لمنع عودة تنظيم داعش عبر مزيد من العمليات الأمنية ضد خلاياهم النشطة والنائمة في مناطق مختلفة من شرق الفرات والتي تهدد عودة نشاطها الكبير الأمن المحلي والإقليمي وكذلك الدولي على حد سواء.
نزاع دامٍ
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.
ودمرت البنية التحتية والقطاعات المنتجة في البلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.
وبات غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني أكثر من 12,4 مليون شخص منهم من انعدام الأمن الغذائي ومن ظروف معيشية قاسية، في ظل اقتصاد منهك.
ولم تسفر الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.
وبعد مرور ثلاثة عشر عاما على اندلاع الأزمة، لا تزال سوريا تواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح 6.6 مليون شخص داخل البلاد وهناك ما لا يقل عن 5.3 مليون لاجئ مسجل في البلدان المجاورة.